الجمعة، ٢٤ سبتمبر ٢٠١٠

ذكريات..في مقر عملك

زرتُ اليوم مقر عملك -بنقابة الأطباء-
كان اليوم الأصعب بعد غيابك
لم أتخيل يوماً أن أزوره دون وجودك
كان غريباً عني
مكانك وليس مكانك
أنفاسك كانت هناك وأصدقاؤك كذلك
لكنك لم تكن
بالتأكيد تعلم لماذا ذهبتُ
مُرغمة
قالوا: هناك معاملات ومستحقات لتأخذوها
أيجب أن نأخذها لتكون أخر صلةً لك بالمكان؟

بداية الأمر عندما كنت أسير بشارع القصر العيني
ففي كل منعطفٍ لحظة من حياة
كانت خطاي مرتجفة وكلما اقتربتُ كان الأمر يزداد صعوبة
فللشارع ذكريات معنا
هنا سرنا معاً
وهنا أخذتني لنذهب لدار الحكمة لحضور مهرجان الأنشودة
وهنا أكلنا كشري في محل "الصباح"
هنا ذهبنا لـ مقلة "القصر" لتشتري لنا "لب" و"عسلية"
هنا أخذتني من يدي لتعرفني على أصدقائك وزملاء العمل
"دي بنتي هنودة الصحفية"

ما بالك حين دخلتُ مبنى عملك
كل شيئٍ لم يتغير
كما تركتَه
إلا حجرة مكتبكم
فالأخرى تحن إليك أعلم ذلك
 رائحة عطرك مازالت فيها
وحركاتك ونظراتك ولفتاتك

الأصعب حين أُعرِّف نفسي لمَن يعرفك ولا يعرفني
فتأتي كلمات المواساة الحادة على المشاعر
والتي لم يقبلها القلب فيك

كدتُ أبكي وأنا عائدةٌ إلى عملي
تركتُ خلفي النقابة وكلّي أملٌ أن أسمعك تناديني في أية لحظة
لتسلم عليّ أو تضع قبلةً على خدي وتربت على كتفي
لكنك لم تفعل
أقنعتُ نفسي أنك لو تعلم مجيئي لفعلت ذلك
أو أنك تغيبتَ في ذات يوم مجيئي

وتذكرتُ..وسيل الذكريات لم يتوقف

أعتقدُ أن الحياة لن تٌنسيني إياك

بابا موضعك في قلبي دائماً

كلماتي

سامحني ..
غبتُ عنك أياماً
أعلم أنك تنتظر كلماتي لتقرأها
تلك الكلمات التي لم أقلها لك من قبل
ربما لأني لم أستطع
أو لأني لم أعلم كيف أقول لك ذلك
دون أن أقوله
أفتقدك كثيراً..أتعلم ذلك؟
وأنتظر أن أسمع صوتك يتسلل عبر الهاتف
يُطمئنني أنك معي
وأسمعك تقول لي:
إزيك يا "بِكريّتي"؟
لكم أحب ذلك اللقب وأفتخر به
أقولتُ لك ذلك من قبل؟
أنا أكبر أبناءك وبناتك
لكم أسعدني أن تناديني به أمام أصدقائك وأقربائنا
كنت وحدي أحظى به
الكل يملك اسمه المرتبط بك بشيئٍ ما
لكني وحدي أملك لقباً مميزاً
إلى قلبك وقلبي
لا يشاطرني أحد فيه
ولا توجد منافسة
أشكرك لهديتك المتفردة لي
أختفظ بها في قلبي ومسمعي

بابا "وحشتني قوي"
"لازم تكلمني"
خايفة أنسى ملامح صوتك

الأحد، ١٢ سبتمبر ٢٠١٠

happy birth day papa


happy birth day papa
أول أمس كان يوم ميلادك
أتى من دونك..هو الآخر تخطاك إلينا
أتى لكنك ذهبت
لم تُكمل عامك الـ 55
ولم يُكملك
ذهبت بعيداً قبل أن يأتي يوم ميلادك بـ 17 يوم
لم أتوقع يوماً أن ترحل في مثل هذا العمر
مُحملاً إيانا دهراً كاملاً من الحياة
مفارقات القدر تجعلنا دائماً نؤمن بمَن يخطّه
تذكرنا يوم ميلادك ودمعت أعيننا
لم نعد نبكي كما كنا نفعل!
ربما يعتبر البعض ذلك جحوداً لكننا كما أخبرتك من قبل
مازال العقل لم يستوعب بعد فكرة غيابك
كل عام وأنت في جنان الله مع الصديّقيين والشهداء
كل عام وأنت أقرب أقرب إلى الله
أبي لا تنسى أن تهديني من وقتٍ لآخر رؤيا تُطمئنني عليك
كل عامٌ وأنت بخير

السبت، ١١ سبتمبر ٢٠١٠

أول عيد !


أول عيد من دونك
تخطّاك إلينا.. استغربته كثيراً، بالأمس كان وكنا
واجتمعنا والعائلة أيضاً من دونك
الكل كان يحاول أن يبتسم .. كان بالفعل يبتسم ويداري سَوءة حزنه من أن تُعرّى
كنا نضع قناع الإبتسام الذي يخفي إفتقادك، والخاطر يصول ويجول عندك هناك
نتحاشي ذكر اسمك -تخيل لم نذكرك-! لم نذكر ذكرياتنا معك!
ولم نذكر تلك الجملة الغريب التي مافتئ الناس يقرنونها مع اسمك .. منذ غبت
مكانك الشاغر بيينا لن يملؤه أحد غيرك حتى أخيك
وصوتك الآتي من مسافات الغرف لم يقطع حديثنا كما يفعل دائماً، انتظرته أن يفعل
لكنه خذلني..تباً له
لم تعطنا "العيدية" هذا العيد
لم تُقبّلنا أيضاً، ليتك أفرغت جميع القُبَل فينا حتى يكون لدينا رصيد منها إن أنت غبت
لا أعلم مَن كان يواسي الآخر لغيابك؟ نحن أم هم؟
مَن كان يُربت على كتف الآخر؟، مَن كان يعتقل فرصة العودة إلى الماضي، ويصادر سيرتك الذاتية في الأذهان؟
في هذا العيد تعلمت أن أمارس الأشياء من دونك
أن أمارس ذات الأشياء من دونك
أبي كان هذا العيد منطفئاً
لأنه كان من دونك
أفتقدك حقاً

إلى الغائب

إلى الحاضر الغائب .. أبي
رحمك الله رحمة واسعة وأدخلك فسيح جناته
أفتقدك كثيراً
ومازال العقل لم يستوعب بعد فكرة فَقدك
لا لأنه جذعٌ أو ساخطٌ على ماكتب الله تعالى
بل لأنه لا يصدق أنه لن يراك ثانيةً
أبي إليك
أكتب